 |
محمد بوزيان
عندما استقبلت الحكومة جهة بني ملال خنيفرة في دارها و عاصمتها ترفع رئيسها
العثماني عن استقبال اي عبارات التودد و الترحيب فحاول ان يجعل اللقاء رسميا يحكمه
الانضباط ...و اللانضباط في الان ذاته ...
نسيت الحكومة نفسها عندما " قنتت " الجهة في ركنها الايسر و ان
قربتها من ميكروفون العرض متحكمة في زمنه و نوع الخطاب الذي تريد ان تتلقاه من
ممثلي الجهة ...وزراء و كانهم امام عرض روتيني بين متنقل لخارج القاعة و مندمج
في حوار ثنائي مع رفيقه في الحكومة ليمارس العثماني اختصاصه المهني في العلاج
النفسي بعد التنويم المغناطيسي لعدد من المنتخبين و الحضور فمنهم من زل لسانه فخرج
عن المألوف و منهم من شخصن ملفات التنمية و اخرون عزفوا لحن "الحكرة "...
رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة قدم عرضا مهما حول مخطط التنمية الجهوي
للنهوض بجهة يغلب عليها الطابع الجبلي و ترتفع مستويات الفقر فيها الى نسب خطيرة فكان
التجاوب كبيرا من لدن منتخبي الجهة من رؤساء و برلمانيين و نسيج جمعوي لتزداد
حرارة اللقاء الذي قابله فريق العثماني الحكومي ببرودة كبيرة و تنصل امام ممثلي
وسائل الاعلام بعد ان " لاحو العار" على رئيس الحكومة مشيرين ان هو
المخاطب الوحيد فكان الصمت في ظل الاختلالات التي تعيشها بعض الادارات التابعة لها
بالجهة شعارا رفع ليزداد الى وضع الجهة في اقصى "القنت" الايسر من
المنصة معبرا عن لقاء ستبقى نتائجه غامضة
...
كنا نأمل – ان كان ذلك غير مخالف لبروتوكول الحكومة – ان يكون رئيس جهة بني
ملال خنيفرة -باعتبار الجهة مستضيفة هذا اللقاء – محورا اساسيا في اللقاء لا تتحكم
الحكومة في تدخله و لا تربطه بالوقت و المحتوى ما دام شعار العثماني الذي جاء من
اجله هو الانصات لانشغالات جهة بني ملال خنيفرة و الاطلاع على مخططاتها التنموية الجهوية
باعتبار رئيس الجهة و من خلال الاختصاصات المخولة له و المهام الموكولة اليه في قانون
الجهات الذي خول لرؤساء
الجهات صلاحيات واسعة تجعل الجهة قادرة على ممارسة التدبير الحر الذي تضمّنه
الدستور الجديد لكن الحرية قزمت في تدخل رئيس الجهة من طرف رئيس الحكومة ...
سننتظر لقاءات اخرى بين
الحكومة و باقي جهات المملكة و سنتتبع هل سيقنت العثماني رؤساءها سواء الباميين كالياس العماري و المصطفى الباكوري و احمد
خشيشن و عبد النبي بعيوي او الحركي كامحند العنصر
او المصباحيين كالشوباني و سكال ...ام سيكون ممثلو حكومته من سيوضعون في "قنتيها"
الايمن و الايسر و حينها سنرى ان كانت جهتنا التي تساهم ب "قنت" كبير في الانتاج الوطني هل تستحق اقصى يسار المنصة ....