نساء يغلبن المصلحة العامة على مصالحهن الشخصية تفعيلا للمواطنة الحقة

محمد بوزيان 

في اطار التغطية التي نقوم بها سواء كاعلام مسموع " شدى اف ام " او ورقي جريدة صوت بني ملال او صحافة الكترونية " بني ملال نيوز " و اثناء تنقلنا صباح اليوم الى جماعة دير القصيبة بمعية بعض الزملاء الاعلاميين منهم الحاج محمد فرطيط بدوار تغبولة الذي يعرف حركة احتجاجية كبيرة من طرف ساكنة الدوار الذي يتواجد على الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين بني ملال و فاس حول ارض فلاحية مساحتها تقارب الخمسة هكتارات حيث تطالب الساكنة بتفويت الارض التابعة للأملاك المخزنية  الى المجلس الجماعي دير القصيبة من اجل انجاز مشاريع اقتصادية و اجتماعية و رياضية و ثقافية ترفع عن هذه المنطقة ما تعانيه من نقص في البنيات التحتية امام استنفاذ الوعاء العقاري الخاص بالجماعة .

 هي مبادرة تنم عن حس الساكنة بأهمية الانفتاح على الجماعة بعد مراسلتها في موضوع القطعة الارضية من اجل تسريع المساطر لاقتنائها و وضع دراسة لانجاز هذه المشاريع يقابل ذلك تجاوب المجلس من خلال عقد دورة استثنائية خرج من خلالها المجلس بإجماع اعضائه بالمصادقة على مقرر اقتناء هذه الارض من الاملاك المخزنية لاستغلالها في هذه المشاريع .

السكان المحتجون لم يكونوا على علم مسبق ان السيدة التي كانت تستغل الارض بموجب عقد كراء لمدة خمس سنوات من الاملاك المخزنية انتهت ووضعت ملفا لدى هذه الاخيرة من اجل كرائها من جديد لمدة محدودة ووضع كافة الضمانات لهذا الغرض خاصة و ان نواياها من استغلال هذه القطعة الارضية التي كانت في البداية قبل كرائها ارضا غير صالحة للفلاحة جعلها كاستثمار لابنتيها الحاصلتين على شواهد عليا و لم يبتسم لهما الحظ لولوج سلك الوظيفة فاستثمرت امكانيات مالية مهمة في جعل هذه القطعة الارضية صالحة للزراعة و قامت بغرس اشجار الزيتون قبل ان يتدخل مجهولون و يتلفون هذه الاغراس ...

"السعدية" الموظفة بإحدى الادارات العمومية فاجأتنا في تصريحاتها و عبرت بصدق و دون مزايدات ان المصلحة العامة للساكنة فوق كل اعتبار معلنة عن تنازلها للجماعة شريطة اقامة هذه الاخيرة لمشاريع اقتصادية و اجتماعية و رياضية و ثقافية بهذه الارض مبدية عن تعاونها في اخراج المشروع الى حيز الوجود رغم انها استثمرت امكانات مادية مهمة في استصلاح هذه الارض طيلة خمس سنوات دون ان تجني منها ما يعوض سومة الكراء السنوية التي تعاقدت من اجلها مع الاملاك المخزنية لكن لا ان يتم تحويل هذه الارض الى خواص ...

هذه الواقعة جعلتنا نحس مرة اخرى ان المواطنة سلوك فطري يتربى مع كل انسان و ان  حب المصلحة العامة و تقديمها على المصلحة الخاصة يكون نتيجة لتفعيل هذا السلوك الذي يفتقد في بعض النسوة  الذين لا يعيرون للمصلحة العامة و مصلحة المواطن ادنى اعتبار بعد تغليبهن لمصالحن الشخصية و اللهف وراء ما يحققها .

فمرة اخرى نشد بحرارة على يد السيدة السعدية لحبها الصادق لمنطقتها و لحبها للخير لساكنتها و بما يعود على الساكنة  من خير و نماء و نتمنى من نون النسوة ان يكن خير سفير للمواطنة الصادقة .