جاري تحميل ... الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

شبكة بني ملال الاخبارية - بني ملال نيوز - الخبر في الحين ، جرأة و مصداقية في تناول الخبر

إعلان الرئيسية






 

أخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية وجهة نظر : عدم القدرة على اقتناء خروف العيد تجلي من تجليات الظلم إجتماعي

وجهة نظر : عدم القدرة على اقتناء خروف العيد تجلي من تجليات الظلم إجتماعي

حجم الخط



بقلم : نور الدين زوبدي
في كل سنة عندما يقترب عيد الأضحى تتحول مقاهينا ومجالسنا إلى حلقات نقاش موسعة حول خروف العيد ، بحيث يصبح الشغل الشاغل لأغلب المواطنين والمواطنات ،خصوصا ذوي الدخل المحدود أو المنعدم ، هو الحصول على أضحية العيد ، ويطغى هذا المطلب على كل المطالب ، لأنه المحك الحقيقي للأسر المعوزة، و فرصة التباهي و التعالي بالنسبة للمغرورين من الطبقات المتوسطة ، أما البورجوازيون فإنهم يفضلون ألا يشاركوا عامة الشعب ، فيختفون عن الأنظار حتى لا يزعجهم المحتاجون بطلباتهم التي ترمي إلى مساعدتهم في تكلفة هذا العيد المبارك، كما ان جزءا منهم ،حسب علمي، يغادرون ارض الوطن قصد قضاء عطلة في أحد المنتجعات بعيدا عن " صخب" الخروف ، لأنهم يعتقدون أن ذلك تخلفا في نظرهم
.
إن فقراء هذا الوطن يعيشون فى مثل الأيام من كل عام مأساة حقيقية ، ويشعرون بالحكرة والظلم حينما يجدون أنفسهم غير قادرين على شراء خروف مثل باقي جيرانهم ، حيث لا يجدون الجواب المناسب لما يسألونهم أبناءهم وبناتهم ، حيث يلجؤون إلى بيع أغراضهم الشخصية بأقل الأثمان لمستغلي الفرص ، مما يدفعك إلى طرح عدة أسئلة من قبيل : أين التضامن الاجتماعي للدولة الكفيل بتحقيق السلم الإجتماعي؟ و أين إختفى المحسنون الذين يظهرون في المناسبات الإنتخابية؟ ..
لا أحد منا يمكن له أن يتجاهل هذا "الظلم الإجتماعي " الذي تتعرض له فئات واسعة من الشعب ، بسبب عجزها عن تلبية حاجة سنوية تعتبر من الواجبات الدينية ، و مع ذلك نسكت و لا نعلن تضامننا معهم في هذه المحنة ، ولا نستنكر تخلي الدولة على واجبها الإجتماعي تجاه شريحة معوزة تحتاج إلى المساعدة، و ننخرط بلا تفكير في حملات قد تكون من بين أهدافها تدمير البلد برمته أو تصفية حسابات بين لوبيات متطاحنة. إننا أصبحنا من حيث لا ندري خصوما لهم ، لا يهمنا مصيرهم ومعاناتهم، نفكر في ذواتنا لا غير ، وهذا ما كانت تخطط له الرأسمالية ،وقد نجحت في ذلك ، وحولت مجتمعاتنا المتضامنة إلى فردانية تضمن إستغلال الرأسمال.
إن مسؤولية الدولة فيما يتعرض له المواطن من ظلم و مهانة ، حينما يشعر أنه غير قادر على أن يكون مثل باقي المواطنين، واردة ويجب أن تتحملها ، ولا يمكن أن تتخلى عنها ، لأن من واجبها السهر على توفير السلم الإجتماعي ، والقيام بدورها في الحفاظ على التماسك الاجتماعي، بعيدا عن كل الحسابات. آن الآوان لتفعيل صندوق "التكافل الاجتماعي" بما يخدم مصلحة الوطن، وليس التوظيف السياسي المقيت الذي يفرغ كل مشروع من أهدافه النبيلة .
إذا كان البعض لا يعير إهتماما لهذا الموضوع ، ويعتبره ظرفيا يقع مرة كل سنة لا يحتاج إلى كل هذا " اللغط" ، فإنهم مخطئون في تعاطيهم مع هذا الظلم الإجتماعي الذي يشعر به كل مواطن معوز ، حيث تبدأ معاناته شهورا ، وتجده يحسب الأيام التي تفصله عن ذلك اليوم العسير ، وهذا ما تستغله التيارات العدمية في تعميق الإحتقان، و التيارات الدينية في ممارسة الإحسان بخلفيات سياسية.



التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال