جاري تحميل ... الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

شبكة بني ملال الاخبارية - بني ملال نيوز - الخبر في الحين ، جرأة و مصداقية في تناول الخبر

إعلان الرئيسية






 

أخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية ناد تربوي بخنيفرة في زيارات للمآثر التاريخية بالإقليم من أجل قراءتها وتعزيز الوعي بها

ناد تربوي بخنيفرة في زيارات للمآثر التاريخية بالإقليم من أجل قراءتها وتعزيز الوعي بها

حجم الخط




أحمد بيضي/ خنيفرة
تنفيذا لبرنامجه الثقافي التربوي المتميز، واصل “نادي التربية على التسامح” لمؤسسة الأمير مولاي عبد الله  بخنيفرة زياراته الميدانية للمآثر والمعالم التاريخية الواقعة بالإقليم، والتي تعد فرصة هامة بالنسبة للمشاركين والتلاميذ من أجل التعرف عن كتب على التراث اللامادي والمآثر التاريخية، والتي انطلقت بزيارة جماعية لموقع “مناجم عوام” الذي تعود فترة استغلاله إلى العهد الإدريسي (أواخر القرن السابع وأوائل الثامن الميلادي)، حيث عرف نشاطا كبيرا لسك العملة في دور سكة منتشرة في المنطقة  أبرزها “مريرة”، “وازقور” و”تاجراجرا” التي كانت تتزود بفضة هذه المناجم، وعرفت مناجم الموقع أوج نشاطها في العهد الموحدي، حيث ازدهرت الأنشطة المنجمية والتعدينية، إلا أن الأشغال توقفت بها أواسط القرن الثالث عشر الميلادي نتيجة للصراع الموحدي المريني.
وبعدها تمت زيارة لموقع “إغرم أوسار”، ويعني بالأمازيغية القصر أو المدينة العتيقة أو “وركناس، وتشهد أعمدته وأسواره على تاريخه العريق، وتحدث عنه عدد كبير من الباحثين الجيولوجيين والمؤرخين كمدينة كانت تعج بالحياة كمركز اقتصادي وسياسي ومنجمي ودار للسكة، وفات للباحث الألماني روزونبرج إنجاز بحث مفصل حولها، ويربط الباحثون تاريخ هذه المدينة الأثرية بجبال فزاز الأطلس المتوسط، في حين أكد آخرون أن أسوارها وأبراجها كانت تمتد على طول 2200 متر ومساحة 24 هكتار، وتعد من أبرز مدن العصر الوسيط بمنطقة فزاز، وتشير أغلب المصادر إلى أن تشييد المدينة يعود إلى العصر الموحدي خلال النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي، وبالضبط خلال فترة حكم السلطان عبد المؤمن بن علي الكومي.
وبعد زيارته الناجحة للموقعين، نظم “نادي التربية على التسامح” زيارة إلى “البرج” وقنطرته، تحت إشراف أطر تربوية، يتقدمها منسق النادي الباحث ذ. لحسن رهوان، ومؤطر قسم الصوت والصورة بمؤسسة الإبداع الفني والأدبي ذ. محمد أباحسين، ومدير المؤسسة ذ. لحسن أوشى ورئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ذ. مولاي أحمد أبو عبد الله والجمعوية  ذ. فاطمة دانيال، حيث جاءت مناسبة للنبش من جديد في تاريخ المعلمتين التاريخيتين، البرج والقنطرة التي استمدت اسمها منه، وهما من المآثر الإسماعيلية، حيث عمد السلطان المولى إسماعيل إلى تشييدهما في إطار سياسته الرامية إلى تأمين المحور القوافلي مكناس/مراكش عبر أزرو وخنيفرة وتادلا و مراقبة حركية القبائل المنتجعة بين الجبل وأزغار.
ويندرج برنامج “الزيارات التاريخية”، حسب مصدر من النادي المذكور، في إطار تنفيذ المشروع التربوي: “جوانب من تاريخ مدينة خنيفرة: المواقع التاريخية والمعالم الأثرية” الذي يشرف عليه “نادي التربية على التسامح”، بشراكة مع “جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ” و”مؤسسة الإبداع الفني والأدبي، وتسعى المبادرة إلى تثمين التراث المحلي عبر التعريف به باعتباره  رافعة أساسية للتنمية، وآلية  لخلق قفزة نوعية في المسيرة التعليمية التعلمية للمتعلمات والمتعلمين بالانتقال من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها عبر تنظيم زيارات ميدانية إلى أهم المواقع التاريخية والمعالم الأثرية بالإقليم.
 ومن المبرمج، حسب الباحث ذ. لحسن رهوان، أن يتم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، الشروع في تنظيم زيارات أخرى إلى “زاوية تامسكورت” و”قلعة فزاز” و”الزاوية الدلائية” و”القنطرة الإسماعيلية” ثم “قصبة موحى وحمو الزياني”، التي “بتروا” أجزاء منها بالزحف العمراني، وهو مصنفة إرثا إنسانيا (ظهير بتاريخ 26 دجنبر 1933) ) ج. ر، رقم 1114 في 28 غشت 1942)، وبعدها “الزاوية الدلائية” التي تشكل إحدى الزوايا التي ساهمت في نشر الطريقة الشاذلية في فضاء الأطلس المتوسط، والتي جاء تأسيسها على يد أبي بكر الدلائي حوالي سنة 1566م  بإشارة من الشيخ القسطلي الذي أمره باتخاذ زاوية له في أرض الدلاء، وتعتبر الفترة الممتدة بين بداية انهيار الدولة السعدية وبداية أمر العلويين، وفق ذ. رهوان، مرحلة توهج الزاوية الدلائية التي أضحت مركزا للإشعاع الثقافي في فترة تميزت بالانهيار التام للأوضاع السياسية والاقتصادية.
وفي ذات السياق، تعتبر “زاوية تامسكورت”، يضيف ذ. رهوان، من أبرز مراكز الطريقة الناصرية المنتشرة في المجال الزياني، وتقع هذه الزاوية في مدشر على بعد حوالي خمس كلمترات جنوب مدينة خنيفرة، أسسها محمد الكبير الذي استقر بالمنطقة بعد أن غادر درعة على إثر وفاة الشيخ امحمد بن ناصر سنة 1085م وتصدر خليفته أحمد لشؤون زاوية تامكروت، في حين تعتبر “قلعة مهدي” إحدى القلاع التي حملت أسماء مختلفة أهمها “قلعة فزاز”، “مدينة  مهدية” وتعرف حاليا باسم الكارة، وتشير  جل المصادر إلى أنها تأسست خلال القرن العاشر الميلادي على يد  مهدي بن توالا بن سرجم  اليحفشي أو اليجفشي، نسبة إلى قبيلة بني يحفش أو يجفش إحدى القبائل الزناتية الأمازيغية، وقد استعصت على أقوى سلاطين الدولة  المرابطية  يوسف بن تاشفين الذي  اضطر إلى حصارها  حوالي تسعة أشهر ولم يدخلها إلا صلحا سنة 1071 -1072 م.
ويؤكد مصدر مسؤول من “نادي التربية على التسامح”، لمؤسسة الأمير مولاي عبدالله بخنيفرة، أن مشروع الزيارات التاريخية سيثمر دليلا تاريخيا لتثمين والتعريف بالمواقع والمآثر المشمولة بهذه الزيارات،وسيكون هذا العمل الذي خصصه النادي للتراث الأيكولوجي والتاريخي مقدمة للتعريف بباقي  جوانب التراث المادي واللامادي للمنطقة وتعزيز الوعي بأهميتها والعمل على مضاعفة الجهود لصونها وحمايتها باعتبارها صلة وصل بين الماضي والحاضر ومعالم شاهدة على الحضارات والأزمنة المتعاقبة، علما أن العديد من المآثر التاريخية بإقليم خنيفرة، تعاني، كما في باقي مناطق المغرب، من الإهمال والإتلاف.


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال