بوليميك : الاختطاف و النفي الى جزيرة الواق واق

محمد منيالي 

كنى العرب جزيرة الوقواق استدلالا على البعد و النأي كما كان ذكرها مبعث التشاؤم و التطير، و هي الجزيرة التي ذكرها الرحالة الكبير بن بطوطة خلال رحلته الى اسيا ...

فجزيرة الوقواق لمدلولاتها الصعبة التي تنكد الحياة على الراحلين اليها او المنفيين حسب قواعد النفي المتداولة بين قبائل العرب كانت مبعث عذاب و اهانة للمنفيين ، و غير بعيد على جهتنا و الى وقت قريب كان النفي عقابا قبليا تلجأ اليه بعض القبائل تجنبا للاحتقان بين افرادها بالتخلص من الاشخاص المذنبين او المتورطين في جرائم قتل حيث يتم استبعادهم و نفيهم خارج القبيلة لمدة من الزمن يبقى المنفي خلالها بعيدا عن عشيرته و اقاربه .

لكن ان يكون النفي مقرونا بالاختطاف فهذا يخرج عن قواعد العرب و عادات ساكنة الجبل دون الاستئناس  بأحكام الزعيم او  الامغار و مجاراة حكماء القبيلة ...فزعيم قبيلة "الملاسة" سبقته ابرته عن الكلام فوكزها في خاصرة المنفي الذي كان يرتدي جبة بيضاء ليطيح به متجيشا بأمنه الخاص قبل ان يشد وثاقه و يضعه في هودج ناقته الاكسبريس البيضاء 07 التي شقت به الفيافي و حنينها يكسر صمت الليل ليستفيق المشمول بواقعتي الاختطاف و النفي و يجد نفسه مكبلا و مسيرما وطيور بيضاء تحلق حوله ...لقد نفاه الامغار الى جزيرة الواق واق .

فاق واستفاق ثم عاق ان زعيم "الملاسة" قاده غروره دون الاحتكام الى اعراف القبيلة فجرته طنطونته الى التخلص من كل من بات يقلق راحة الامغار الذي يصول و يجول داخل قبيلته و يبني و يهدم حسب هواه ...فهو لمعلم الذي لا يعلو احد فوقه و يشفي ببركته من يشاء ..