محماد اكنشوط
كثيرا ما يتم تداول " بغا يضرب لرنب جابها فالكلب " و يتم
استخدامه للتعبير عن مواقف يخطئ فيها بعض الاشخاص او الجماعات في حق اخرين من
محيطهم القريب او ما اصطلح على تسميته في القاموس الحربي بالنيران الصديقة ، فيكون
الضرر كبيرا و تشتد مرارته و لا يلتئم جرحه الا بعد زمن طويل ....
موضوعنا اشد دقة من خلال اختيار حقل يمتح من مفردات لا يتداولها سوى جهابذة
التشلهيب و السياسة الذين يميزون جيدا بين
لرنب و الكلب و ضرب لكلب لا يعني بالضرورة انه اخطأ التصويب فقوسه لا يخطئ الهدف و
لربما ضربه لكلب سيكون اكثر تاثيرا و اشد وقعا على الخصوم من ضرب لرنب لان ضربها
اصبح مالوفا و لا يخالف العرف و كذلك حال
بعض زعماء المنتخبين الذين يكعبون ارانبهم في الاستحقاقات الانتخابية و بعد تثبيت
ذواتهم يهيثون على كلابهم في اول طلقة قنص مباشرة بعد انتهاء الاستحقاقات .
الارانب لا تعوي من طلق الرصاص ، لانها تخترق اجسادها و تقودها للصمت اما
الكلاب فعواؤها يفيق على رجته كلاب القبائل المجاورة و يتحول السكون الى مأتم لكن
من سيحضن خيمة العزاء ...انها سياسة لجعل مكانة الكلب من منزلة الارنب و لا فرق
بين هذا و ذاك ما دام ان الرصاص سيخرج من
فوهة البنادق و ينتشر رشه فيصيب من يصيب فالارنب و الكلب صارا على مرمى الرماة ...
كلما اقترب موسم القنص سمنت الارانب و جوع القناصون كلابهم لطلقها تهجج ما
بين الحشائش و الاعشاب فيطلق الصياد – ليس صياد النعام بل صياد المقاعد و المراكز
الانتخابية – جراءه لتحيح له كل شيء قبل ان يوجه فوهة بندقيته لاولى طرائد هذا
الاستحاق القنصي و تصفيف النياشين – الطرائد – فوق صدره للتباهي بقنصه لكل ما دب
امامه ...
يتبع