احتضنت ثانوية الخوارزمي التقنية بسوق السبت أولاد النمة، إقليم الفقيه بنصالح، بعد ظهر يوم الأربعاء30 أبريل الماضي، ندوة علمية حول موضوع "المرأة والمجتمع: استنتاجات وملاحظات"، من تنظيم نادي المسرح والفنون التشكيلية بشراكة مع شعبة الفلسفة بالمؤسسة.
وافتتح هذا اللقاء العلمي ، الذي سيره الأستاذ عبد الغني نهرو ، بكلمة ترحيبية من طرف ناظر المؤسسة . لتنطلق الندوة بمداخلة لعبلة لحرش، أستاذة مادة اجتماعيات، تحت عنوان: "المرأة في المجتمع المغربي : نموذج فاطمة الفهرية" قدمت من خلاله لمحة عن تاريخ المرأة ، مشيرة إلى أنها عاشت خلال الفترة الجاهلية ، وكان لها أدوارمرتبطة بالعمل على رغبات الرجال والعبيد ، لكن عندما وصل الإسلام إلى المغرب تلقت النساء المغربيات ثلاث حقوق أساسية ظللن محرومات منها ، هذه الحقوق الأساسية تمثلت في الحق في العيش ، والحق في أن تحترم كأم، والحق في تملك الأعمال التجارية، وكذلك أن تكون قادرة على العمل، لكن عند إعلان استقلال المغرب من وصاية فرنسا سنة 1956عاشت النساء المغربيات في وحدات عبارة على أسر مغلقة...
ثم قدمت الأستاذة لحرش نموذجا لفاطمة الفهرية باعتبارها امرأة شرفت المرأة المغربية والعالم العربي .مشيرة إلى أنها جاءت إلى المغرب كطفلة من تونس، و أن مصدر بناء الجامعة هو عبارة عن إرث من أبيها الذي ورثتت عنه مالا كثيرا ولم تفكر كثيرا في أن تضعها في أشياء أخرى لأن التدين والورع والزهد في الدنيا حددوا منذ البدء ماستفعل به فقامت ببناء جامع أصبح مع الوقت جامعة درست فيها أسماء وقامات علمية كبيرة . وقالت إن فاطمة الفهرية ولدت كإسم بالقيروان ولقبت بأم البنين.
من جانبها ألقت الأستاذة الكبيرة ثعبان ، صحافية وباحثة في التاريخ والتراث، محاضرة بعنوان : "السيدة الحرة حاكمة تطوان، المغربية التي قادت الجهاد البحري بالقسم الغربي من البحر الأبيض المتوسط". أشارت فيها إلى أن السيدة الحرة حكمت تطوان وشمال غرب المغرب لأكثر من ثلاثين سنة، وواجهت محاولات احتلال متواصلة لمنطقة نفوذها من قبل البرتغال وإسبانيا. ولم يقتصر الأمر على إجهاض الحرة للمهمة التوسعية لهذه القوى الأوروبية الناشئة، لكنها ألهمت الخوف والإحترام لتطوان والشمال الغربي للمغرب أيضا.
وأضافت ثعبان، أن الحرة أولت اهتماما كبيرا بالجانب العسكري لعلاقته بالجهاد البري والبحري، وكان لها أسطول متأهب دائما للقيام بغارات ضد الإيبريين. مبرزة أن الجهاد البحري عند السيدة الحرة من النماذج الفريدة في المجتمع الإسلامي للمرأة المغربية والمسلمة، في صنف متميز من المقاومة.
وقالت إن جيش السيدة الحرة ، تحت قيادتها، تمكن من تأمين القسم الغربي من سواحل المتوسط بشكل كامل، كما أشارت إلى أنها زرعت الرعب في قلوب البرتغاليين والإسبان .
وألقت نضال مولى، أستاذة مادة الفرنسية مداخلة حول موضوع:"المرأة والمجتمع الذكوري ،ملاحظات واستنتاجات"، أكدت فيها إن المرأة لازالت تعيش في ظل التهميش في ظل مجتمع أساسه الهيمنة الذكورية، وشددت مولي، على أن المدخل الحقيقي للحد من الهيمنة الذكورية هو ثورة المعرفة، ووجوب العدل بين الأبناء، وتمكين الفتيات من إتمام دراستهن ، وإعادة النظر في زواج القاصرات، وضرورة تلقي الذكر والأنثى لتأهيل قبل الزواج ،والتحسيس والتوعية بأهمية احترام المرأة ككيان مهم داخل المجتمع.
وشارك الأستاذ خالد عامر بمحاضرة تحت عنوان:" المرأة والخطاب الفلسفي ، خطاب مابعد الحداثة حنة أرندت نموذجا" ،حيث اعتبرها من أبرز المفكرين السياسيين في القرن العشرين ، مبرزا أن قوة تفكير حنة أرندت، وأصالتها تجلت في عدة أعمال مثل أصول الشمولية ، الوضع البشري في الثورة ، حياة العقل وغيرها .
وأضاف عامر، أن حنة أرندت، ركزت من خلال هذه الأعمال على العديد من الأحداث السياسية المصيرية في زمانها وذلك لمحاولة لفهم معانيها وأهميتها التاريخية ولإظهار مدى تأثيرها على تصنيفاتها الأخلاقية . ولهذا اعتبرت من بين النساء اللواتي نحتن اسمهن داخل الخطاب الفلسفي خاصة في بعده السياسي لإثارتها لمشروع سياسي مثَّل انتقالا حقيقيا من التفكير في سؤال الوجود الذي اختفى وراء الموجود نحو التفكير في السياسة من أجل استذكارها بعدما أن توارت وراء التصورات الأداتية التي أبعدتها عن كينونتها الحقيقية.
وقد تلى مداخلات المشاركين نقاش شارك فيه طلبة وطالبات مؤسسة الخوارزمي بأسئلتهم وملاحظاتهم ،قبل أن يختتم اللقاء العلمي بحفل شاي.