ياسين حسون
تنزيلا لبرنامجها السنوي المتعلق بالندوات والملتقيات العلمية، وبعد تنظيم النسختين الأول والثاني بكل من خنيفرة وبني ملال، نظمت جمعية الباحثين الجغرافيين في الماء والبيئة، بشراكة مع مختبر دينامية المشاهد والمخاطر والتراث، ومختبر الدراسات حول الموارد، الحركية والجاذبية، ومختبر المجتمعات، التراب، التاريخ والتراث، ووكالة الحوض المائي لأم الربيع، والمجلس الجماعي لجماعة الرواشد، الملتقى العلمي الثالث، في موضوع: "الموارد الطبيعية بإقليم خريبكة بين تحديات التغيرات المناخية ورهانات التنمية المجالية بجماعة الرواشد"، وذلك يوم السبت 17 ماي 2025 بجماعة الرواشد التابعة لإقليم خريبكة.
افتتحت فعاليات الملتقى بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها تحية العلم من خلال ترديد النشيد الوطني المغربي، ثم كلمات افتتاحية ألقاها كل من السيد عبد الكبير لوظيفة، رئيس جماعة الرواشد، و ذ. محمد الغاشي، نائب مدير مختبر دينامية المشاهد والمخاطر والتراث، و ذة. نادية لحلو، نائبة رئيس جمعية الباحثين الجغرافيين في الماء والبيئة.
وقد خُصصت الفترة الصباحية لندوة علمية ضمّت ثلاث مداخلات، أطرها كل من د. محمد شاكر، و دة. مريم حميد عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، والسيد عبد الكريم المهتدي عن المكتب الشريف للفوسفاط. تناولت المداخلات أثر انخفاض التساقطات المطرية على الموارد الطبيعية، خاصة المائية منها، إلى جانب الارتفاع المتزايد في الطلب على هذا المورد الحيوي. كما تم تقديم قراءة تحليلية لبعض تقنيات تدبير الموارد المائية، مع التركيز على أهمية اللجوء إلى الموارد غير التقليدية، مثل إعادة استعمال المياه العادمة وتحلية مياه البحر، للتخفيف من الضغط على المياه الجوفية والسطحية. وقد شهدت هذه الجلسة تفاعلا إيجابيا من الحاضرين، عكس روح المسؤولية والانخراط المواطن في قضايا البيئة والتنمية المستدامة.
عقب الجلسة العلمية، انتقل الحضور إلى منطقة "الكعارة"، حيث أطر كل من ذ. عبد اللطيف حافض و ذ. هشام البزكراوي ورشة ميدانية تمحورت حول الغنى الجيولوجي والتطور الجيومرفولوجي والبنيوي لتشكلات المنطقة عبر مختلف الحقب الجيولوجية القديمة. وتم خلال الورشة التأكيد على أهمية تثمين هذا التراث الطبيعي، من خلال التعريف به عبر تنظيم ندوات علمية وخرجات ميدانية دورية، بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان.
وفي الفترة المسائية، انتقل المشاركون إلى محمية الغزلان بوعسيلة، باعتبارها مشروعا ناجحا للوكالة الوطنية للمياه والغابات، حيث أطر كل من السادة عبد الله اليوسفي، وسعيد بكار، عن منطقة القرب الغابوية، ورشة ميدانية حول المؤهلات الغابوية والتنوع البيولوجي الذي تزخر به منطقة أبي الجعد، إضافة إلى التحديات والإكراهات التي تواجه هذه المنظومة البيئية. وقد تميزت الورشة بتفاعل مثمر بين الحضور والمؤطرين.
في ختام فعاليات الملتقى، قام المشاركون بزيارة المدينة العتيقة لأبي الجعد، المعروفة بتاريخها العريق ومعمارها التقليدي الذي يعكس غنى الموروث الثقافي والحضاري للمنطقة. وقد أطر هذه الزيارة السيد محمد بالمكي الشرقاوي، باحث في تاريخ وتراث الزاوية الشرقاوية، حيث قدم شروحات مستفيضة حول أبرز المعالم التاريخية والدينية للمدينة، وكذا مميزات نسيجها العمراني الأصيل. كما شملت الزيارة جمعية دار الصانعة البجعدية، حيث اطلع الحاضرون على الزربية التقليدية التي تُعد من رموز الحرف اليدوية المحلية، والتي تعكس مهارات النساء في تحويل الصوف إلى منتوج تراثي ذي قيمة ثقافية واقتصادية.
وفي الختام، تتوجه جمعية الباحثين الجغرافيين في الماء والبيئة بجزيل الشكر والامتنان لكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة العلمية .