 |
محمد منيالي
خرجت ظاهرة الباعة الجائلين كنمط تجاري استفحل بقوة في
الاونة الاخيرة في ظل المشاكل الاقتصادية التي تعيشها العديد من الاسر و الافراد
في كسب مورد عيش و ضمان دخل يؤمن حياتهم مع استحالة العثور على عمل يومي يضمن
كرامتهم و يدخل عليهم ايرادات شهرية او يومية .
الباعة الجائلون يكتسحون دروب المدينة و شوارعها الكبرى
في ظاهرة اسهمت في ترييف هذه الاخيرة و ارجاعها الى صفة القرية الكبيرة ، و اججت
احتجاجات التجار الذين تضايقوا من تواجد الباعة الجائلين و الفراشة الذين اسهموا
في تازيم وضعهم المادي و كساد كبير في تجارتهم و جعلهم عرضة للافلاس بين مطرقة
الضريبة و مستخلصات الكهرباء .
معالجة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المحلية لم تكن
لتمكن من ادماج حقيقي لهذه الفئة من الباعة الجائلين من خلال اعتماد مقاربة لم
تمكن من ضمان مناطق و اماكن تمكنهم من تسويق معروضاتهم و تحقيق نفع مادي يضمن لهم
عيشهم حيث تم منحهم عربات مدفوعة و " تلصيقهم " ببعض شوارع و احياء
مدينة بني ملال و هو الامر الذي جعل هذه المبادرة لا تلقى النجاح الكبير و الاقبال
الواسع من طرف الباعة الجائلين فبقيت
" الكرارس " فارغة بعدد من الاماكن دون اقبال من الباعة الجائلين على
استعمالها مع العلم ان عددا من الباعة الجائلين سبق و ان استفادوا من محلات تجارية
و من اموال المبادرة المحلية للتنمية البشرية.
و على خلاف هذه المقاربة لحل معضلة الباعة الجائلين بضمان كرامتهم اقدمت
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باقليم الفقيه بن صالح في اطار شراكة مع بلدية
سوق السبت على خلق فضاء من خلال بناء و تجهيز سوق القرب لاعادة تاهيل الباعة
الجائلين بغلاف مالي يقارب 4 ملايين درهم
عهد تسييره لاحدى الجمعيات و الذي سيمكن من استفادة 218 بائع جائل الامر الذي
ستكون له انعكاسات ايجابية على الباعة الجائلين الذين مكنتهم المبادرة الوطنية
للتنمية البشرية من فضاء صالح للانشطة التجارية على الرغم من استنفاذ الوعاء
العقاري بمدينة سوق السبت .
و في انتظار مبادرات مثيلة ببني ملال فاننا ندعو القيمين
على المبادرة المحلية للتنمية البشرية بالعمل على ايجاد صيغ و حلول موضوعية
لمعالجة مشكل الباعة الجائلين و تنظيمهم في سويقات تضمن كرامتهم .