 |
محمد فرطيط
يقترب " القرنابي " تجانسا
من العشبة العجيبة " القنب الهندي " التي يكون مفعولها ساحرا في العقول
، فهي تبوق الدماغ و تجعله يحل انسجته لتبدع في كل شيء ، في المعارضة و في
المؤازرة و في الاحتيال على العقول و تزييف الحقائق و تسريع دوران الدم في الجسم
لينفخ في الرأس و يطنش اللسان ليتسلس في الكلام ...انه القرنابي في شكله وجنسه
المباح .
لقد اصبح "القرنابي" بعد
اقتحامه لمجالس السياسية ديداكتيكا جديدا يشكل قطيعة مع التربية و التكوين فهو
يغرف من معجم تتجانس داخله مكونات اللغة البسيطة التي يقف اللسان عاجزا عن تركيبها
ان لم " يتقرنب" على يد شيوخ و أئمة القرنابي لدورات و يتنقل بين مختلف المجالس
المنتخبة التي ينزوي داخلها رواد القرنابي في المعارضة بحسب الظروف و الاحوال و
بحسب ما سيتزودون به من دخيرة قابلة للاشتعال طيلة مدة الانتخاب.
"فالقرنابيون" كاصحاب "البلية"بالعشبة
العجيبة فهم ثائرون و ناقمون عندما تضربهم القطعة من العشبة ، و قد "يخبطون"
الطاولات كمرحلة متقدمة تعكس درجة البلية و قوة الاشتعال ، و يهدءون بعد التنشي
بمفعول القنب الهندي الذي يسري بسرعة حيث يمتد الى جهازهم العصبي الذي يدرك قيمة النشوة في
كل شيء ، في السياسة و في الدورات العادية و الاستثنائية و في الجلسات الحميمية ...
و يبقى "القرنابيون " اشد
فتكا من "القنبيين الهنديين" الذين لا يعطي مفعولهم الا بتخليطهم بعشبة
ثانية او "بسوسهم" للوصول الى معجون يمكن من الوصول الى درجة التبويقة "اما
القرنابيون" فخلطهم بمواد اخرى قد
يتسبب في انفجار كبير فهم "نيرونيون"قد يحرقون كل شيء ...