![]() |
· أحمد بيضي
أطلقت فعاليات محلية بالقباب، إقليم خنيفرة، "نداء" من أجل
العمل على إحداث خزانة للقراءة كخطوة أساسية في إطار النهوض بالشأن الثقافي، وعلى
ضرورة التفاعل مع مكونات المجتمع المدني في هذا الشأن، بالنظر للظرف الحالي الذي
تعاني فيه البلدة من غياب الفضاءات الثقافية رغم توسع عدد المنشغلين
بالمجال الثقافي، ورغم العدد الكبير من التلميذات والتلاميذ الراغبين في قضاء
أوقاتهم بين الكتب والمرافق الثقافية، حيث لم يفت مطلقي "النداء" تعميم
صوتهم على مختلف الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها الجهة المعنية بتدبير الشأن المحلي،
حتى لا يستمر الوضع على ما هو عليه، وحتى تكون التنمية الثقافية جزء لا يتجزأ عن
باقي المشاريع التنموية.
"النداء" الذي تم إطلاقه بالقباب، تمت مرافقته بعرائض تم فتحها
في وجه الرأي العام المحلي من أجل الضغط على الجهات المعنية لغاية تفعيل وتحقيق
المطلب على أرض الواقع، بينما بادر بعض الفاعلين المحليين إلى إنشاء صفحة على مواقع
التواصل الاجتماعي، تحمل اسم "القباب بضمائر"، للرفع من عدد المطالبين
بإنشاء خزانة للقراءة، كمطلب تنموي عادل ومشروع، ومن خلال الصفحة التواصلية تم
تكوين فضاء للنقاش حول الموضوع ومستجداته، في أفق انتاج رأي واسع يهتم بالفعل
الثقافي.
ومعلوم أن بلدة القباب كانت مركز إشعاع وأرضا للمقاومة الشعبية ضد
الاستعمار الأجنبي بمعركة "تازيزاوت" الخالدة، وتجر خلفها تاريخا عميقا
وموروثا وازنا ورحما مثمرا أنجب الكثير من الطاقات والكفاءات
في مختلف المجالات الإبداعية والفنية والرياضية والجمعوية والتربوية والاقتصادية،
كما كانت حضنا لأعلام أجنبية اختارت العيش في هذه البلدة، وساهمت في مد أبنائها
بالمعرفة والبحث الثقافي، وفتحت لهم خزانة هامة من الكتب والمصادر الغنية، منها أساسا
الأب ألبير بييريغير Père Albert Peyriguère الذي عاش بالبلدة من عام 1928 إلى عام
1959، وميشيل لافون michel lafon
الذي عاش بها ما بين عامي 1958 إلى 2000، وهذا الأخير كتب كتابا عن الأب المذكور
الذي كان معروفا بين أوساط الساكنة المحلية ب "مرابو" أي marabout، ولم يكن مبشرا أو داعيا للمسيحية بقدر
ما كان رمزا للإنسانية والتثقيف.