جاري تحميل ... الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

شبكة بني ملال الاخبارية - بني ملال نيوز - الخبر في الحين ، جرأة و مصداقية في تناول الخبر

إعلان الرئيسية






 

أخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة


 

بقلم نور الدين زوبدي
سؤال تبادر إلى ذهني عدة مرات ، بعدما وقفت على التناقض والإزداوجية في التعامل، لدى العديد من الذين يدعون أنهم مناضلون لإرساء الديمقراطية ، حيث تجدهم يقولون شيئا يمارسون شيئا أخر ، و يرفعون الشعارات فقط ، غير مبالين بمضمونها و دلالتها ، ومستمرون على هذا النهج سنوات، ففي كل محطة تجدهم في الصفوف الأمامية الإجتماعات، وصورهم تملأ مواقع التواصل الإجتماعي، و عند الحسم في بعض القرارات يتبدلون حسب الأحوال، حتى لا يصنفون في بعض المواقع، فهم مع الكل ، ليس لهم موقف معين ، غير التعبير الدائم عن الغيرة على التاريخ ، والتعلق بالرموز.
كنت دائما أتجنب الغوص في هذا الموضوع ، لولا إتساع دائرة هذا النوع من الممارسة والسلوك ، وسيادة منطق عدم المواجهة كحل لتفادي الاحتكاك ، و اعتقاد البعض منهم أن ذلك خوفا أو شيئا من هذا القبيل ، بالإضافة إلى تجنب التعبير عن المواقف بأسماء مستعارة كما يفعل الكثير منهم ، على أية حال ، لا بد من كسر هذا الجليد ، ومواجهة كل ما يعيق تقدمنا و يحقق تراص صفنا، ويقوي مثانة جدران بيتنا ، لنحميه من ضربات خصومنا وخيانة إخواننا ، هكذا أفكر و احلل، ولا أخشى لومة لائم، ما دمت مقتنع بالطريق التي أسير فيها منذ سنوات.
كيف يعقل بأن ننادي بتحقيق مجتمع ديمقراطي ، و نحن لسنا ديمقراطيون؟
الجواب على هذا السؤال ، يقتضي منا جميعا التحلي بالموضوعية، و الصرامة اللازمة كي نقول الحقيقة ، فالدينقراطية غائبة و مغيبة ، والتهافت صار مدهب الكثير منا ، ولغة المصالح طغت على لغة المبادىء، وانعدام خطاب التضحية ، وعم الإقصاء والتهميش جميع مناحي الحياة ، و الكل يدافع عن موقعه ومصالحه بالطريقة التي تناسبه ، مما جعلنا نعيش في مجتمع المصالح ، لا مكان فيه للضعيف ، فالقوي يفرض شروطه ، والديمقراطية تردد فقط في المناسبات الإنتخابية والمحافل الدولية ، و لا أحد من القائمين على تسيير الشأن مقتنع بدورها في إرساء القيم النبيلة للعيش المشترك الحافض للكرامة .
قد لا يشاطرني البعض في هذا الطرح ، على إعتبار أنه يساهم في تبخيس المؤسسات ، ويحمل نظرة سوداوية لا تقدم الحل ، و تنفر الكثير من المشاركة السياسية ، لكن يجب أن نعترف ونقر بالواقع ، ثم ننطلق من جديد نحو الديمقراطية، وأن نمارسها أولا فيما بيننا، و نحتكم إليها حينما نختلف أو نختار من يقود السفينة ، لأنها السبيل الوحيد للنجاة من الأسؤ القادم ، بفعل تغول الرأسمال العالمي ، و إزدياد وحشية الإمبريالية العالمية الجديدة المتعددة الأقطاب .
ما يحز في النفس هو تجاهل البعض منا لسلوكه غير الديمقراطي ، والإصرار على معاودة التجاوازات و الإنزلاقات، من غير الإنتباه إلى ما قد يترتب من جراء ذلك على الجميع، و على مستقبل الكيان برمته ، فمهما بلغ حجم التذمر لدى البعض منا ، لا يمكنه تبرير كل هذا الانحراف و التخلي عن القيم جملة وتفصيلا، فهي تبقى محتفظة بمميزاتها بمعزل عن الأشخاص، ولن تتأثر رغم محاولة بعض الفاسدين تمييعها وجعلها ضمن المستحيلات، ومن الصعب تحقيق جزء منها، كي يستمروا في ممارستهم الفاسدة دون مضايقة و لا محاسبة ، وهذا ما يبرر عداوتهم للقيم والمبادىء النبيلة ، وحقدهم على كل من ينادي بسيادتها ونشرها بين صفوف المواطنين و المواطنات .
اذن ، لا محيد عن التشبع بالديمقراطية ، لمواجهة كل هذه الأمراض المجتمعية ، المتزايدة والمتنوعة والمتقلبة ، بغض النظر عن الظروف و الاحوال ، لأنها الوسيلة الوحيدة لنعيش سالمين مطمئنين.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال