كثير
من الذين يعدون أنفسهم ساسة ، يجهلون
ان التاريخ يدون أفعالهم ومواقفهم ،بمداد لا يزول ، سيظل شاهدا على ما أنجزوه من
مشاريع لصالح هذا الوطن ، وما أسدوه من خدمات، وما قاموا به من أعمال خيرية
وإنسانية ، و ايضا ما ارتكبوه من جرائم في حق هذا الشعب ، و تجاوزات فظيعة كان لها
الأثر البالغ على حياة الناس . لذا فالتاريخ يسجل ، ومن يريد أن يعيش للمستقبل ، فالطريق واضح وبين ،
ومن يريد متعة اللحظة ، بإنخراطه في البحث عن المنافع دون أن يعمل ، و لو كان ذلك
على حساب الضمير والمبدأ ، فقد تاه وسط غابة محفوفة المخاطر ، قد ينجو أو يضيع .
إن الحياة لحظة زمنية يعيشها الإنسان ،
يعمل ويجتهد بأن يكون سعيدا فيها ،لكن البعض يتجاهل دوره كفرد في المجموعة البشرية
، التي تتعايش تحت سقف واحد إسمه الوطن ، و لايعير إهتماما الى قضايا الشأن العام
،التي تحدد نمط عيشه ،و حدود حريته ، و نصيبه من الخيرات ، و واجباته وإلتزاماته
وحقوقه ، فاسحا المجال لمحترفي السياسة ليقرروا مكانه ، وفق النظرة التي تخدم مصالحهم
، غير مهتمين بما يكتب على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، و المنابر الإعلامية
الجادة والمسؤولة ، لأنهم يتوفرون على تفويض شعبي ، منح لهم في غيبة الغالبية
العظمى من الشعب ، الرافضة للقيام بواجبها الدستوري ، التي فضلت نهج سياسة الحياد
السلبي ، والعزوف القاتل عن السياسة والمحاسبة .
البعض من هذه الشريحة ، قد لا يعجبه هذا
التحليل البسيط، وذلك إعتمادا على تبريرات غير مقنعة ، و معطيات ليست من الواقع ،
ويستمر في عناده ، بحجج صاغها دعاة التنفير ، و أصحاب المصالح الذين لايرغبون في مشاركة
الجميع ، لأنها إن حصلت ضاع هؤلاء ، وقد يحاكمون على ما فعلوه ، لينتهي بهم المطاف
في سلة المهملات المتعفنة .
رغم الإشاعات الرامية الى محاصرة من يحملون
هموم هذا الشعب ، ومطالبه العادلة والمشروعة ، والمتمثلة في الحرية والكرامة
والعيش الكريم ، فالتاريخ سيسجل لهم كل ما بذلوه من تضحيات و نضال مستميت ،
وبالمقابل سيكشف ردائل البعض المحسوبين على صف النضال ،و يعري من كان سببا في ازمة
هذا الشعب و محنته ، إنتهى الكلام .