جاري تحميل ... الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

شبكة بني ملال الاخبارية - بني ملال نيوز - الخبر في الحين ، جرأة و مصداقية في تناول الخبر

إعلان الرئيسية






 

أخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 






عزيز المسناوي 



كثر الحديث خلال الآونة الأخيرة عن العديد من الجرائم والإعتداءات التي كان من ورائها أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية من بينها الجريمة البشعة التي اهتز لها الرأي العام الوطني والرأي العام المحلي بمدينة ابن احمد، التابعة ترابيا لإقليم سطات، بعد العثور على كمية من اللحوم والعظام البشرية بمرحاض قريب من المسجد الأعظم بالمدينة، فضلا عن كمية أخرى بحقول محاذية لمدرسة ابتدائية، التي تبين بعد التحريات والأبحاث، أن المشتبه فيه بارتكاب هذه الجريمة، الذي كان يتكلف أحيانا بالعناية بمكان الوضوء بالمسجد سالف الذكر، له سوابق طبية ترتبط بمعاناته من أمراض عقلية حادة.


هكذا تقع العديد من الجرائم والمطاردات كل يوم يكون وراءها أشخاص يعانون أمراضا نفسية أو عقلية في انتظار دق ناقوس الخطر وإيجاد حل للظاهرة.


وارتباطا بنفس الموضوع كان لمدينة مريرت نصيبها من ذلك حيث تستقبل العشرات من المرضى النفسيين والعقليين يجوبون الأزقة والشوارع الرئيسية بكل أريحية كل حسب حالته، علما أن بعض الوجوه منها مألوفة وتنحدر من المدينة، وأخرى غريبة وافدة من مدن أخرى يجهل كيفية وصولها إلى المدينة، وأسباب اختيارهم لها، هولاء الأشخاص تحولوا إلى مصدر تهديد حقيقي حيث لم يعد أي شخص كيفما كان سنه أو جنسه صغيرا أو تلميذا أو كبيرا أو مسنا أو مريضا في مأمن من الخطر المحتمل لهاته الفئة التي أصبح عددها متجاوزا وغير مسبوق.


لقد أصبح الجميع متذمرا وأضحت الظاهرة الشغل الشاغل للنشطاء والفاعلين المحليين ومواقع التواصل الإجتماعي المحلية بسبب تنامي هذا الوضع المقلق الذي تعيشه الشوارع والأزقة والفضاءات العمومية بالمدينة بسبب هاته الفئات التي تعد قنابل موقوتة بسبب ميل بعضها إلى العنف، حيث لا أحد يتنبأ بسلوكياتها والتي يمكن أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه.


ولأجله تهيب ساكنة مدينة مريرت بالسلطات المحلية والصحية و المصالح الوقائية وكل الجهات المعنية بإتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءات إحترازية بالتقاط كل الحالات المتسكعة بشوارع المدينة وأطرافها، ونقلها إلى المركبات الصحية المختصة بمصلحة الطب النفسي والعقلي التابعة للمركز الإستشفائي الإقليمي بخينفرة، حماية للسلامة العامة للمواطنين، وصونا لكرامة المرضى العقليين والنفسيين.


وجدير بالذكر أن جميع ولايات الأمن ومختلف المصالح الشرطية على الصعيد الوطني، توصلت في وقت سابق بمذكرة مصلحية مذيلة بتوقيع المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، تشدد على ضرورة التفاعل الجدي والحازم مع المخاطر والتهديدات التي يطرحها الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية على الأمن والنظام العامين.


وأكدت المذكرة ذاتها أن ظاهرة تسكع الأشخاص الذين يعانون أمراضا عقلية بالشارع العام، خصوصا منهم الذين يتعاطون التسول والتشرد والتخدير، لا يجب أن تصبح مشهدا عاديا داخل مدن المملكة، لكونها تفرز إحساسا بانعدام الأمن لدى المواطنين والأجانب المقيمين والسياح، بل وتتحول أحيانا إلى مساس حقيقي بأمن الأشخاص والممتلكات بعدما تتطور إلى ارتكاب أفعال إجرامية موسومة بالعنف ومطبوعة بالخطورة.


ومن هذا المنطلق، شددت المذكرة الأمنية على الطابع العرضاني والمندمج لهذه الظاهرة، التي تتداخل فيها عدة مؤسسات ومصالح حكومية مختلفة، طالبت مصالح الأمن الوطني بضرورة التنسيق مع جميع الجهات الصحية والإدارية المختصة، كلما رصدت أو عاينت تهديدا وشيكا أو محتملا قد يصدر عن الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض في الشارع العام؛ وذلك بغية توطيد المقاربة الإستباقية التي تضمن من جهة إيداع هؤلاء المرضى المؤسسات المتخصصة، وتضمن من جهة ثانية حماية قبلية للأشخاص والممتلكات من الجرائم التي قد يرتكبها هؤلاء الأشخاص.


وطالبت المذكرة في ختامها جميع مصالح وعناصر الشرطة بوجوب الرفع من درجة الإستجابة والجاهزية من خلال تحسيس كافة المصالح بمدى خطورة تسكع الأشخاص المرضى عقليا بالشارع العام، مع تعزيز العمليات الأمنية الرامية إلى مكافحة الجريمة وكافة السلوكيات الفضة والعدائية، مثل التخدير والتشرد، فضلا عن إيلاء أهمية خاصة للأشخاص المختلين الذين تظهر عليهم نزوعات العنف أو التطرف.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال