عزيز المسناوي
شهدت منطقة تانفنيت اسبوعا فنيا ثقافيا خلال الأيام الماضية تمثل في مهرجان جماعة أم الربيع في نسخته الاولى، الذي تميز بنجاح لافت على مختلف المستويات، سواء من حيث التنظيم المحكم، أو الحضور المتميز للفنانين والأساتذة الجامعيين والصحفيين، إلى جانب تفاعل جماهيري واسع عبر عن فرحة كبيرة وارتياح ملحوظ.
منذ اليوم الأول، بدا واضحا أن اللجنة المنظمة رفعت من سقف الاحترافية في التنظيم وفق رؤية فنية ترضي جميع الأذواق وشغف مختلف الشرائح الإجتماعية، حيث سارت كل الفقرات وفق الجدول المعلن، دون تأخير أو ارتباك، وسط احترام تام للضيوف والمشاركين. وتم توفير كل الظروف اللوجستيكية والأمنية لإنجاح هذا الحدث الثقافي والفني، ما خلف انطباعا إيجابيا لدى جميع الزوار.
المهرجان استقطب عددا من الفنانين المعروفين محليا الذين أحيوا سهرات مميزة، تفاعل معها جمهور المنطقة والمدن المجاورة بشغف، كما عرف حضور ثلة من الأساتذة الجامعيين الذين ساهموا في تأطير ندوات علمية وحوارات ثقافية أغنت النقاش العمومي حول قضايا نهر أم الربيع وسؤال الماء بالإضافة إلى الرعي التنقل في ظل مناخ متغير في إطار مشروع مبادرة أكدال للترحال الموسمي.
إضافة إلى ذلك، كان للصحافة المحلية حضور فعال، حيث تم تغطية فعاليات المهرجان بمهنية، مما ساهم في نقل أجوائه المتميزة إلى جمهور أوسع.
الحدث شكل فرصة حقيقية لساكنة جماعة أم الربيع، الذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة بتنظيم مهرجان في هذا المستوى، مؤكدين أنها تستحق احتضان مثل هذه التظاهرات التي تفتح المجال أمام الإبداع وتعزز الإشعاع الثقافي والسياحي.
ولم تقتصر المشاركة على الساكنة المحلية فقط، بل استقطب المهرجان زوارا من مدن مجاورة، ما ساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية.
نجاح النسخة الأولى من المهرجان الذي نظمته جماعة أم الربيع بدعم من وزارة الداخلية وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة وجمعية اكوز للتنمية والسياحة وبتنسيق مع هيئات المجتمع المدني يؤكد أنها تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ تقاليد ثقافية وفنية سنوية، مما يؤهلها للتموقع الجيد ضمن خارطة المهرجانات الثقافية الوطنية، ويشكل هذا النجاح رسالة واضحة للمسؤولين على أهمية الاستمرار في دعم مثل هذه المبادرات التي تعيد للثقافة والفن مكانتهما في المشهد المحلي.