"لاهْلينو" بزاوية الشيخ.. حين تتحول يد المرأة القروية إلى ثروة طبيعية من الزيتون

في قلب منطقة زاوية الشيخ، بإقليم بني ملال، تشكل تعاونية "لاهْلينو" النسائية نموذجا ملهِما للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء القرويات، من خلال مشروعها الرائد لتثمين وتخليل الزيتون بطرق طبيعية وخالية من المواد الكيماوية، في تجربة تُبرز روح المبادرة النسائية في دعم التنمية المحلية وتحسين الدخل.

وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، الذي تشرف عليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع ولاية جهة بني ملال-خنيفرة، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، والتعاونية المستفيدة.

وتأسست التعاونية سنة 2020 من طرف خمس نساء، قبل أن يتوسع عدد المنخرطات ليصل إلى 55 امرأة حاليا، معظمهن أرامل أو مطلقات وجدن في العمل التعاوني وسيلة للاندماج المهني والاجتماعي وضمان مورد رزق مستدام. وتتمثل أهدافها في تثمين المنتجات الزراعية المحلية، وتطوير مهارات النساء في مجالات إنتاج الزيوت والأعشاب الطبية والعطرية ومشتقات الزيتون.

ويبلغ الغلاف المالي الإجمالي للمشروع 125 ألف درهم، ساهمت فيه ولاية جهة بني ملال-خنيفرة بمبلغ 75 ألف درهم لاقتناء التجهيزات، فيما تكفلت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بالمواكبة والتأطير، وساهمت التعاونية بمبلغ 50 ألف درهم لتغطية مصاريف التسيير والاستغلال.

وقالت رئيسة تعاونية "لاهْلينو"، ليلى أبو الغسول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المشروع يندرج في إطار سعي النساء القرويات إلى تحويل ما تزخر به المنطقة من خيرات طبيعية إلى "مصدر رزق كريم"، مضيفة أن التخليل الطبيعي للزيتون باستعمال الأعشاب المحلية دون مواد كيماوية "يجعل منتوجنا صحيا وغنيا بالفوائد، ويحافظ في الوقت ذاته على سمعة المنطقة الزراعية".

وأبرزت أن التعاونية تسعى إلى توسيع نشاطها مستقبلا بإنشاء وحدة متكاملة لمعالجة الزيتون وتعبئته، بهدف الرفع من الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة للنساء والشباب بالمنطقة. كما تشارك التعاونية في المعارض الوطنية والجهوية لتعريف الزوار بمنتجاتها الطبيعية المتنوعة مثل "أملو"، و"الزميطة"، و"التشيشة"، و"الخبز بالبذور".

من جانبه، أكد المسؤول بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بني ملال، رديس نزار، أن المشروع يندرج ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الهادفة إلى دعم المقاولات النسائية الناشئة وتشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، خاصة في العالم القروي، مبرزا أن هذا النموذج النسائي "يعكس الأثر الملموس للبرنامج على تمكين النساء من مهارات إنتاجية وتسويقية حقيقية، وتعزيز مكانتهن كفاعلات اقتصاديات داخل مجتمعاتهن المحلية".

وتطمح تعاونية "لاهْلينو" إلى أن تصبح مرجعا في تثمين الزيتون والمنتجات الفلاحية المحلية، من خلال تطوير وحدة إنتاج عصرية تعتمد أساليب بيئية سليمة، بما يساهم في تعزيز الاقتصاد التضامني وتحقيق التنمية المستدامة بجهة بني ملال-خنيفرة.

وتواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، تنفيذ برامج موجهة للنهوض بالمرأة القروية وتمكينها من أدوات الإنتاج والمقاولة الذاتية، عبر دعم التعاونيات النسائية وتمويل المشاريع المدرة للدخل، بما يسهم في تحسين ظروف العيش وتعزيز المساواة الاقتصادية والاجتماعية داخل الوسط القروي.

و م ع