جمال السماوي
قام الوالي محمد دردوري بجولة عبر المناطق الجبلية الاكثر تضررا و التي
لازالت تعاني من غياب المرافق والبنيات الاساسية و هي المشاكل التي عبر عنها سكان
بن شرو و بوتفردة و تيزي نسلي و ناوور عبر مطالبتهم بتوفير الماء و الطريق ، بالفعل هناك اوراش مفتوحة لتوسيع
الطرق و فك العزلة عن الساكنة و بناء المدارس و الاعداديات للحد من الهذر المدرسي لكن
ما يهم من زيارة الوالي رفقة رئيس الجهة و رئيس المجلس الاقليمي و رؤساء المصالح
الخارجية هو البعد البيداغوجي لهذه الزيارة بعيدا عن تفاصيل المشاريع التي تنجز و المزمع انجازها ، فالزيارة تبقى في حد ذاتها
رسالة لها دلالات و معاني لبعض المسؤولين الذين تكلسوا ولم يستوعبوا مفهوم سياسة
القرب اذ ظلوا حبيسي البيروقراطية و لا يفهمون في الادارة الا الكراسي الوثيرة و
المكيفات و صم الاذان عن سماع شكايات الناس و محاولات ايجاد حلول لمشاكلهم في
قراهم و مداشرهم و دواويرهم مما يضطر هؤلاء السكان كل مرة الى تنظيم مسيرات و
التوجه نحو العمالات و الولاية لاسماع صوتهم بل يضطرون الى الاعتصام في اغلب
الحالات فاذا كان الاحتجاج حق مكفول بمقتضى الدستور فالحكمة تقتضي التنقل و في يوم
عطلة الى حيث توجد هذه الساكنة و الاستماع مباشرة الى مشاكلها، و العمل على حلها هو
عين العقل الذي عمل بها والي جهة بني ملال خنيفرة اذ اصطحب معه كل المسؤولين عن
القطاعات ووضعهم امام مسؤوليتهم مطالبا منهم توضيح كل ما يتعلق بالمشاريع و
البرامج و المدة الزمنية و المشاكل التي
تعترض في انجازها مع ضرورة اتخاذ اللازم من الاجراءات لتحقيقها على ارض الواقع و
بالفعل كانت الزيارة الميدانية درسا لكل المسؤولين المتكلسين المتعالين عن الناس و
تجسيد ملموس للمفهوم الجديد لسياسة القرب و الى جولة اخرى في مناطق اخرى مازالت
تحتاج الى أبريد و أمان الكلمتان اللازمتان اللتان تترددان باستمرار على لسان سكان
الجبال .
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان على الميزانيات تستعملان بكثرة في
الوعود الانتخابية لكنهما تتبخران في الهواء بعد كل استحقاق فتصبحان كالسراب في
الطريق يخاله الضمآن ماءا .
