جاري تحميل ... الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

الموقع الرسمي لشبكة بني ملال الإخبارية

شبكة بني ملال الاخبارية - بني ملال نيوز - الخبر في الحين ، جرأة و مصداقية في تناول الخبر

إعلان الرئيسية






 

أخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية وجهة نظر : ما السبب في تخلي المثقف عن دوره في التأطير و القيادة ؟

وجهة نظر : ما السبب في تخلي المثقف عن دوره في التأطير و القيادة ؟

حجم الخط




بقلم : نور الدين زوبدي – عضو هيئة التحرير -
ان تخلي النخب المثقفة عن دورها في التأطير و وضع الملامح الكبرى للخط السياسي للأحزاب الوطنية والتقدمية ، يمكن اعتباره السبب الأقوى في تراجع العمل السياسي ، لأننا أصبحنا لا نميز بين البرامج، لأنها تتشابه في كل شيء ، مما جعل المواطن في حيرة من أمره، وتولد لديه لبس وغموض، استغلته جهات تريد إقبار الأحزاب الجادة، الحاملة لمشروع مجتمعي يلامس انشغالات الطبقات المقهورة ، ويحقق الحد الأدنى في الحقوق والمساواة في العيش الكريم ، ورجت الى فكرة أن " كاع اولاد عبد الواحد واحد" ، وذلك بنعت الأحزاب بالدكاكيين السياسية ، التي لا تنشط الا في المناسبات الانتخابية، وأن هدف قياداتها هو التمكن من تحقيق مأرب شخصية ،مستغلة الظروف التي تمر منها تشكيل الحكومات( البلوكاج مثلا) ، عبر إظهار شغف الجميع لتقلد منصب حكومي باسم الحزب الذي ينتمي إليه، وعمل الاعلام التابع والموجه على نسج مسلسلات كلها تدور حول تبخيس عمل الأحزاب، بغرض اضعافها داخليا ، و سحب الثقة منها جماهيريا، وقد تأتى لها ذلك ، لما غابت النخب المثقفة الملتزمة عن الحضور في المحطات الحزبية ، التي يتقرر فيها كل ما يتعلق بالتوجه ، وانتخاب القيادة القادرة والمؤهلة بقيادة السفينة ، بكل تفاني واخلاص وشجاعة ، مما يجعل هذه الأحزاب تدور في حلقات مفرغة ، لأنها لا تملك رؤية ثاقبة و مفسرة للوضع ، انتجها المثقفون الحزبيون الملتزمون.
لماذا غادر المثقف الحزب؟
الاجابة على هذا السؤال تقتضي منا قول الصراحة ، وليس اعطاء تفسير سطحي للظاهرة، دون الغوص في العمق ، لذلك يمكن أن نقول بأن هناك أسباب متعددة :
الاول :يرجع بالأساس الى التحول الذي عرفته الأحزاب نفسها ، مباشرة بعد الانفراج الذي أعلن عنه بمناسبة تشكيل حكومة التناوب التوافقي. وقبول الحزب المعارض رقم واحد للنظام المشاركة في تدبير الشأن العام ، و احداث مصالحة شاملة ترجع كل المنفيين والمعتقلين الى ذويهم ، وتعيبن بعضهم في مناصب حساسة . لكن هذه المرحلة لم تسلم من استغلالها من قبل الانتفاعيبن ( بعض النخب المثقفة ) ، الذين تحولوا إلى باحثين عن امتيازات ريعية بدعوى أنهم قدموا التضحيات ، وبالتالي وجب انصافهم ، وقد وقع ما وقع في هذه المحطة، حيث تمكن الانتفاعيون من مراكمة الثروات و الامتيازات ، مما جعل المثقفين الملتزمين امام خيارين : الأول التصدي لهذه المسلكيات الغريبة والبعيدة كل البعد عن القيم والمبادىء ،والدخول مع اخوة لهم في صراع، لا يمكن التكهن بانعكاساته على الحزب برمته ،والثاني الركون إلى الخلف ، والابتعاد عن الأضواء، حتى لا يحسب ما وقع على الجميع ، وهذا سلكه الكثير من المثقفين، وفي اعتقادي المتواضع ، لم يكن الخيار الصائب، حيث تركوا الساحة فارغة للانتفاعيين الانتهازيين الذين استمروا في ابتزازهم، مما كان له أثر كبير على واقع أحزابنا اليوم ، حيث تغلغل الأعيان وأصحاب المصالح الخاصة في القيادات ، الذين أصبحوا يفرضون شروطهم كي يستمروا، بدعوى أنهم لهم نفود انتخابي في مناطقهم ، ويستطيعون توجيهه الى الوجهة التي تلبي مطالبهم، وأصبحت القيادات تتعرض للابتزاز الدائم، ومن طرف غالبية المنتخبين، مما ولد مناخا لا مكان للمثقف فيه ، لأن الهاجس الانتخابي أضعف الأحزاب ، وجعلها رهينة في يد الجهات المعلومة ، التي توجه الأعيان وتتحكم في مصيرهم السياسي.
الثاني : ويتعلق بالمناخ العام المرتبط بالتحول الكبير الذي شهده العالم ، الناتج عن الثورة الرقمية ، و سيطرة لوبيات المال على وسائلها، حيث عمل على تكريس قيم الفردانية، وضرب كل القيم والمبادئ ، التي تعطي للمثقف الدور الذي يجب أن يقوم به.
الثالث : عملت السلطة السياسية خلال العقدين الأخرين على استقطاب كبير للنخب من الأحزاب ، وتوظيفها في مؤسسات بعيدة عن العمل السياسي ( سفراء ، مدراء سامين ، ...) ، وذلك لتحقيق هذفين اثنين : الأول إفراغ الأحزاب من الأطر ، حتى تصبح طيعة قابلة للتدجين و السيطرة والتحكم فيها ، من خلال ضخ الأعيان وبعض الانتهازيين في أجهزتها التقريرية، والثاني هو استغلال كفاءة الأطر الحزبية المثقفة في مهام صعبة ، ويمكن القيام بها اذا تم استغلال الانتماء الحزبي للمسؤول المكلف بها .

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال