بني ملال نيوز / نور الدين زوبدي
اجمع كل المسؤولين على ان محاربة انتشار فايروس كوفيد 19 ، يمر عبر قناعة المواطن والتزامه باحترام التدابير الاحترازية ( الكمامة ، التباعد الجسدي ) ، وقد عبر على ذلك جلالة الملك محمد السادس في خطاب ثورة الملك والشعب صراحة ، حيث نبه إلى خطورة الوباء ، وعدم قدرة الدولة على مواجهته لوحدها ،دون انخراط المواطن بشكل جدي ، تعبيرا منه عن روح المواطنة ، التي يجب ان يتحلى بها ، خصوصا لما تحتاج البلاد الى خدماته وتضحياته .
لا احد اليوم يملك تصورا للخروج من الوضعية الوبائية ، التي وصلنا إليها ، بفعل التهور وعدم الاكثرات بالتوجيهات الصادرة عن الجهات المختصة ، غير تلك التي دعا اليها جلالة الملك ، حيث صار من المفروض إعلان التعبئة العامة ، قصد تحقيق التوعية، الكفيلة بإلتزام المواطن بالتدابير الاحترازية ، وجعلها جزء من ثقافته وسلوكه اليومي .
من المفروض على كل الفاعلين ، سواء كانوا سياسيين أو مدنيين الانخراط في الحملة ، و تسخير الطاقات لنشر الوعي المجتمعي بضرورة المواجهة الشاملة للوباء في المداشر والقرى ، سيما تلك التي انتشر فيها الفايروس ، وسجلت بها ارقاما قياسية ، عجزت المؤسسات الصحية فيها عن مواكبة التطور المفاجىء للحالة الوبائية .
الدولة لم تعد تملك ما تقدم ، بعدما عملت في المرحلة الاولى على تحقيق مجهودات ، جعلت من بلادنا نمودجا يحتدى به ، ورفعت من منسوب الثقة بينها وبين المواطن ، لكن هذا لا يعفيها من بدل المزيد ، لأنها مسؤولة على حماية ارواح مواطينها ، ويمكن أن تسخر جميع الامكانيات المتاحة ، سواء كانت في ملكيتها أو في ملكية الخواص .
خطاب ثورة الملك والشعب ، يمكن اعتباره إعلانا للتعبئة العامة ، وبداية المواجهة المجتمعية للوباء ، بعدما عجزت مؤسسات الدولة عن تحقيق الانتصار عليه ، بفعل عدم احترام المواطن للتدابير الاحترزاية ،و يبقى السؤال المطروح وهو : كيف نحقق ذلك ؟
لابد من الانخراط الجماعي للهيئات السياسية والمدنية في المواجهة المجتمعية ، وترك كل الحسابات السياسية جانبا ، لأننا في حالة حرب ضد وباء فتاك بالارواح والاقتصاد ، فالانتصار عليه يقتضي وحدة متراصة ، وتسخير كل ما نملك من الامكانيات ، لان القضية تتعلق بضمان الاستمرار على هذه البقعة الجغرافية من الكون .