نور الدين زوبدي
بدأت تلوح في الافق بشائر التوصل الى لقاح فعال ضد الفياروس "كورونا " ، حيث اعلنت روسيا عن نجاح فريق من علمائها في ايجاد لقاح فعال ، في ظل سباق محموم بين الدول الكبرى ( الصين ، الولايات المتحدة الامريكية ، ألمانيا ، بريطانيا ، فرنسا ) . حالة الترقب تبقى قائمة ، وسيظل التشكيك في صحة الخبر ( التوصل الى لقاح ) ساري المفعول ، لأن التنافس الحاد بين الاطراف ، ورغبة كل واحد في احراز التفوق ، ليتصدر قيادة العالم ، عوامل كلها ساهمت في مزايدات اعلامية ، قوامها افشال كل اعلان عن توصل الى لقاح .
فلادمير بوتين قيصر روسيا الجديدة ، وريثة العهد السوفياتي ، يعمل على تحقيق انتصار على الويلات المتحدة الامريكية ، خصوصا في هذا الظرف بالذات ، حيث الصراعات على اشدها بين الديمقراطيين وترامب ، الرئيس غير العادي ، الذي اقفل امريكا في وجه الصين واروبا الحليفة ، انسجاما مع شعار حملته الانتخابية ( امريكا أولا ) ، حيث يراهن الدب الروسي على تسجيل نقط حاسمة ، كفيلة بارجاعه إلى الساحة الدولية ، و كسر العقوبات المفروضة عليه ، جراء تدخله العسكري في اوكرانيا وضم جزيرة القرم .
تمظهرات التطاحن بين القوى المتصارعة، صار جليا على أرض الواقع ،فكانت بدايته من سوريا وانتهى في ليبيا ، ولازال مستمرا بشكل آخر ، لما اقلت الجائحة بضلالها على العالم ، حيث انتقلت المواجهة العسكرية بالوكالة الى العلمية ، فحشد كل طرف علماؤه ومراكزه العلمية ، في سباق مع الزمن ، بعدما وفروا الاعتمادات المالية الضخمة والتحفيزات المغرية .
الصين مصدر الوباء ، بدورها تسعى الى التوصل الى لقاح ، يكفر عن تسببها في جائحة افقدت العالم توزانه ، وقتلت الملايين وشلت الاقتصاد العالمي ، وذلك بالتنسيق مع الدب الروسي طبعا ، لأن التغلب على الويلات المتحدة ، رهانهما الوحيد في هذا التنافس الدولي .
تركيا بزعامة أوردغان لم تبرهن على انها النمودج الجديد ، بالنسبة للعالم العربي والاسلامي ، حيث اصطفت الى جانب الدول المنتظرة لنتيجة التنافس ، مخيبة ظن الذين كانوا يتغنون بإنجازاتها وقدرتها على مواجهة الغرب الكافر .
لاشك أن الاشهر القادمة ، ستكون حافلة بالاحداث الايجابية ، التي يمكن ان تحدث انعتاقا جديدا للعالم ، بعدما تم اسره من قبل فايروس كورونا ، الذي لازال يحقق انتشارا واسعا ، واصابات في كل بقاع العالم ، رغم كل الاجراءات والتدابير ، التي لم تفلح في كبح جماح الجائحة .
مهما كانت النتائج المحصلة من وراء إعلان روسيا عن اكتشاف اللقاح ، يبقى الخبر بارقة آمل للإنسانية ، التي عانت الكثير خلال نصف سنة من الحجر والركود الاقتصادي ، ومحفز جديد لباقي الدول ، كي تعمل بالطاقة القصوى ، حتى تتمكن من بلوغ الهدف المنشود .