%20(1).png)
عزيز المسناوي
في لحظة فارقة من لحظات الفخر، نجحت التلميذة الموهوبة عائشة بودرى، من المدرسة الابتدائية م/م تكمنت، في التميز على المستوى الوطني، لتتأهل إلى نهائيات تحدي القراءة العربي في نسخته التاسعة بدبي، بعد تألقها في التصفيات الوطنية.
وقد حصلت عائشة على مكان ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة المغربية، لتكون بذلك مثالا حيّا على الإصرار والتفاني في السعي نحو النجاح.
نشأت عائشة في بيئة قروية بسيطة، غير أن ذلك لم يمنعها من إثبات أن التفوق لا يعتمد على المكان أو الإمكانيات المادية، بل على قوة الإرادة والعزيمة.
بين صفحات الكتب وأحلامها الطموحة، فتحت لنفسها آفاقا لا حدود لها، مسجلة إنجازا يعد مصدر إلهام لكل شاب وشابة يسعيان وراء العلم والتطور.
ورغم التحديات التي تفرضها الظروف القروية، التي تفتقر أحيانا إلى الموارد والفرص، تمكنت عائشة من رفع اسم مدرستها ومديريتها ووطنها عاليا في سماء المنافسة العربية.
لم يكن الطريق إلى النجاح سهلا، لكن بعزيمتها القوية استطاعت أن تتجاوز كل العقبات لتؤكد أن الإرادة وحدها قادرة على صنع الفارق مهما كانت الصعوبات.
ولم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا الدعم المستمر من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخنيفرة، التي تكفلت بتغطية نفقات سفر عائشة من وإلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، في بادرة تعكس حرصها الدائم على دعم تلاميذ المنطقة وتوفير فرص متكافئة للجميع، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
كما لا يمكن إغفال دور الأستاذ هشام المودن، الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في صنف الرواية لعام 2025، والذي أشرف على تأطير عائشة ومواكبتها خلال جميع مراحل التحدي.
فقد كانت العلاقة بينه وبين تلميذته أكثر من مجرد علاقة أكاديمية؛ كانت شراكة حقيقية في حب القراءة، وكان دائما يردد لها أن "القراءة ليست مجرد كلمات على ورق، بل نافذة لاكتشاف الذات وفهم العالم من حولنا".
ولم يكن تحدي القراءة العربي هو الميدان الوحيد الذي تألقت فيه عائشة، ففي 12 يونيو الماضي، نظمت مجموعة مدارس تكمنت – فرعية أيت علي التابعة لمديرية خنيفرة، الدورة الرابعة لمسابقة القصة القصيرة والمسرح تحت شعار "الإبداع طريقنا نحو نجاح مبهر".
وقد أسفرت نتائج المسابقة عن فوز عائشة بالمركز الأول في مجال القصة القصيرة عن نصها المميز "غار متسخ"، وهو تتويج جديد يؤكد موهبتها الأدبية وقدرتها على التعبير والإبداع، مما يبرهن على أن الشباب المغربي قادر على التألق في مجالات متعددة، سواء أدبية أو فكرية.
وحضر الفعالية عدد من الشخصيات التربوية والثقافية البارزة، من بينهم صفاء قسطاني، المديرة الإقليمية للتعليم، وحسن بلكبير مدير المركز الثقافي أبو القاسم الزياني، وزهير بوعزاوي القاص والكاتب المسرحي ابن بلدة أجلموس، الحائز على عدة جوائز وطنية وعربية.
وكان حضور هذه الشخصيات دعما معنويا كبيرا لعائشة، مما عزز مكانتها كإحدى أبرز المواهب الشابة في المنطقة.
إن نجاح عائشة بودرى في تحدي القراءة العربي ليس مجرد فوز شخصي، بل هو انتصار رمزي لكل شاب وشابة يؤمنون بأحلامهم ويصرّون على تحقيقها.
ولعل هذه المشاركة تكون نقطة انطلاق لمستقبل مشرق في عالم الفكر والإبداع، لتستمر في إلهام الآخرين وتقديم المزيد من الإنجازات.
