 |
بقلم : حسين شهب
و أنا أقرأ
و أسمع عن أزيد من 100 مليار سنتيم “سرقت” عن طريق التهرب الضريبي لشركات كبيرة و
أصحابها نافذون في الدولة ، و عن اختلالات فاضحة في صفقات مراكز تصفية الدم ، وعن
إهدار الملايير تجاوزت 30 مليار درهم في البرنامج الإستعجالي لنهوض بالتعليم الذي
انطلق في 2008..و عن الإختلاسات و سوء التدبير اللّذان تسببا في عجز مالي بملايير
الدراهم بالصندوق الوطني لضمان الإجتماعي و المكتب الوطني للماء و الكهرباء..و لائحة
الإختلاسات طويلة…
ذكّرني هذا
بقصة خيالية ترسم الواقع بكل ألوانه القاتمة..
دخل لصان
مسلحان إلى بنك فأمرا الجميع بصوت شديد و قالا : انبطحوا على الأرض حتى لا
تزهق الأرواح مجانا، فالمال مال الدولة،و الأرواح ملككم..ففهم الجميع أن الأمر لا يعنيهم و المستهدف الخزينة الكبيرة وليست
محفظاتهم، أمر اللصان مدير البنك أن يفتح الخزنة ففتحها بكل “سرور”..جعلا المال في
كيس كبير ثم فرّا..
في بيت
اللصين قال واحد لنحصي المال، قال الأخر هل أنت مجنون هذا مال كثير انتظر وسنسمع
في النشرات الإخبارية كم سرقنا..
في البنك
المسروق قال مدير البنك لمساعده سنأخذ من الخزنة الثانية التي حجبناها عن اللصوص
20مليارا الموجودة فيها و نضيف عليها 10 ملايير التي اختلسناها سابقا ونقول اللصوص
سرقونا..
في بيت
اللصين سمعا في نشرة الأخبار أن القدر المالي الذي تمت سرقته هو 40 مليار..و لكن
كلما أحصى اللصان المال وجدا فقط 10 مليار،ففهما أنهما لصوص من درجة ثانية…