%20(1).png)
بقلم : المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخنيفرة صفاء قسطاني
في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز دور المدرسة في الاحتضان الشامل للمتعلمين، وتنفيذا لمقتضيات المراسلة الوزارية رقم 1437/25 بتاريخ 26 يونيو 2025، تشهد المؤسسات التعليمية والمراكز التربوية عبر مختلف ربوع المملكة دينامية غير مسبوقة في تنظيم الأنشطة الصيفية بمساراتها الثلاث: التخييم، الأنشطة الإبداعية، والدعم التربوي.
تكامل المسارات الثلاثة:
هذه المسارات لا تعمل بشكل متوازٍ فحسب، بل تتكامل لتشكّل منظومة تربوية متكاملة. فالتخييم يوفر فضاءات للترفيه الموجه وغرس القيم والعمل الجماعي، بينما تفتح الأنشطة الإبداعية المجال أمام المتعلمين للتعبير عن مواهبهم وصقل مهاراتهم الفنية والثقافية. أما الدعم التربوي، فيمثل رافعة أساسية لتقوية التعلمات ومعالجة التعثرات الدراسية، مما يرفع من فرص النجاح والاندماج المدرسي.
أبعاد هذه الأنشطة:
تحمل هذه المبادرات أبعادًا تربوية واجتماعية وثقافية واضحة:
البعد التربوي: تحسين التحصيل الدراسي، ترسيخ القيم الإيجابية، وتحفيز روح المبادرة.
البعد الاجتماعي: دمج الفئات في وضعية هشاشة، وتعزيز روح الانتماء للمدرسة والمجتمع.
البعد الثقافي والإبداعي: إتاحة الفرصة للتعبير عن الذات، وتشجيع الابتكار في مجالات الفن والأدب والعلوم.
محاربة الهدر المدرسي:
من خلال هذا التكامل، تتحول الأنشطة الصيفية إلى أداة استراتيجية لمحاربة الهدر المدرسي، إذ تعيد ربط التلاميذ بفضاء المدرسة في فترة العطلة، وتحافظ على دينامية التعلم، وتمنحهم حافزًا قويًا لمواصلة مسارهم الدراسي.
إن “صيف الفرص الثلاث” ليس مجرد برنامج ترفيهي، بل هو مشروع وطني لبناء جيل متوازن، مبدع، ومتمكن من أدوات النجاح، يضع المدرسة في قلب المجتمع، ويجعل من العطلة الصيفية محطة للإثراء لا الانقطاع.
